احدث الموضيع
Image

الذين هبروا و الذين عبروا


بقلم :
وليد المصري
المنسق العام لحملة تمرد سابقا
ومؤسس حركة الجماهير حاليا
 28 / 4 / 2013


في العاشر من رمضان تأتي علينا الذكري الثانية والأربعون من إنتصارحرب أكتوبرالمجيدة  , بطابع مختلف يتناسب مع مصر الجديدة بعد 30 يونيو، حيث لأول مرة تقدم الدولة مادة مختلفة عن حرب أكتوبر وكواليس الخطة العسكرية والتحرك السياسي وأسباب الثغرة ، بعد أن تربت أجيال كاملة على أن حرب أكتوبر هي عبارة عن حنكة الرئيس السادات السياسية، وضربة مبارك الجوية . والآن وبعد مرور أكثر من أربعين عامًا على حرب أكتوبر بدأت الحقائق في الظهور.
إكتشفنا أن الذين هبروا وحصلوا على جوائز عالمية ( نوبل ) أو نياشين عسكرية - ما هم إلا مجموعة من الإنتهازيين الذين يجيدون الإخراج المسرحي للأحداث بشكل لا يسمح بوجود غيرهم في دور البطولة ، ولكنهم تناسوا أن التاريخ قد يغفل الحقائق أحيانًا , ولكنه لا يكذب أبدًا فعادة ما تعود الحقيقة ساطعة أمام الجميع لا يحجبها سلطة أو ثروة.
لقد انفجرت برامج التوك شو بعد 30 يونيو لتروي شهادات الأبطال الحقيقيين الذين عبروا .  حيث عرضت لأول مرة مذكرات الفريق الشاذلي والمشير أبوغزالة ، والتي توضح مدى الأخطاء العسكرية الجسيمة التي وقعت نتيجة لتدخل القيادة السياسية في الخطة العسكرية , والتي أدت بدورها الى حدوث الثغرة المتوقعة، وبعدها مباشرة جاء الصلح مع العدو الصهيوني ، كما تم الكشف عن حقيقة التضامن العربي والدعم الكامل الذي قدمته الدول العربية لمصر، عكس ما كان يشاع أن الرئيس السادات اضطر اضطرارًا أن يعقد صلحًا مع العدو، ويعترف بهم كدولة قائمة على الأرض العربية في فلسطين لأن العرب خذلوه في الوقت الذي نفد فيه السلاح, ودخلنا على أعتاب أزمة اقتصادية – بالفعل إنها أول ذكرى لحرب أكتوبر يروي فيها الأبطال الحقيقيين عبروا معجزاتهم مؤكدين أن النصر على العدو الصهيوني حقيقة ممكنة ، ومعلنين عن إنتهاء عهد الذين هبروا وما كانوا يبثوه في نفوس شعبنا من ضعف وهوان , وأن 99 % من أوراق اللعبة في يد أمريكا .
وقد تزامنت ذكري إنتصار أكتوبر في العاشر من رمضان مع إقتراب ذكري ثورة 30 يونيو والتي كانت أيضا إنتصارا لإرادة المصريين علي إرادة البيت الأبيض من خلال إزاحة مندوبهم في مؤسسة الرئاسة .
-        المنطق واحد والصراع لا يختلف كثيرا ولكن الأشخاص يتغيرون.. الصراع بين الخير والشر.. بين الحق والباطل.. بين الصدق والخداع.. بين الثوري والانتهازي، ولكن هل سننتظر في كل مرة أكثر من ثلاثين عامًا حتى تتكشف الحقائق وتسقط الأقنعة ؟
اليوم وبعد مرور عامين على تدشين حملة تمرد التي أسقطت محمد مرسي من خلال إستمارات لسحب الثقة – تحولت حملة تمرد من أداة ثورية لحشد وتعبئة الجماهير شارك فيها الجميع , وفتحت كافة القوي السياسية مقاراتها لها إلي عبئ علي ثورة يونيو , ومن يريد أن يشكك في وطنية المتمردين فليشكك في الشعب المصري فشباب تمرد هم أبناء المصريين , ومقرات تمرد هي مقرات الأحزاب والحركات الثورية المصرية , والتوقيعات هي توقيعات ملايين المصريين الذين لم يشعروا بتغيير في ظل حكم الاخوان , والثورة خرج فيها ملايين الشعب يرفعون كروت حمراء مستجيبين لدعوات تمرد .
ليس دفاعا عن تمرد , ولكن إنتصارا لثورة 30 يونيو - الحقيقية أن تمرد بريئة من كل تهم جماعة الاخوان , ولكن قد يكون بعض أعضاء تمرد تورطوا , أوساوموا , أوتاجروا , أوقبضوا  .... إلخ من حقك أن تقيّم الأشخاص أو تقاضيهم في حالة التجاوز مع وجود دليل , ولكن ليس من حقك تشويه إنجاز قام به الشعب المصري , ومرحلة من أهم مراحل الثورة المصرية في القضاء علي معارضة مبارك بعد القضاء علي نظامه .
إن هؤلاء الذين هبروا داخل حملة تمرد يعرفهم الشعب جيدا , فهم ليسوا منا ! لوإطلعت علي قلوبهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا . إنهم أمنوا بلغة الصفقات , وأدمنوا لعبة البيزنس – قرروا أن يكونوا طرفا في صراع بدون أن تستدعيهم أي من قوي هذا الصراع فأصبحوا كالبهلوانات أو فتيات اليل , ليس لهم دور فهم يعرضون أنفسهم علي الجميع .
يخرج علينا مسئول العمل الجماهيري بالحملة ليكشف عددًا من الحقائق ويثبت للمصريين أن الحملة التي آمن بها الشعب وخاض معها معركة تحرير مصر وعودة استقلال قرارها يوجد أيضًا بين صفوفها الذين هبروا والذين عبروا.
– أما الذين عبروا فهم آلاف الشباب المصري الذي جمع إستمارات سحب الثقة في كل مدينة ومركز وقرية في مصر لقد آمنوا أن التمرد فكرة ,آمنوا أن هناك صراعا بين الارادة المصرية وإرادة أمريكا ,  آمنوا أن ثورة 30 يونيو هي المتممة لثورة 25 يناير . الأن هذا الشباب يعاني من تسييد خطاب الاخوان في أن تمرد مؤامرة من الدولة , وكل من شارك فيها متهم , وفي نفس الوقت هذا الشباب لا يري القيادة السياسية تطرح مشروع وطني واضح وإنحيازات محددة .
ان المتمرد الحقيقي هو مناضل وطني يسعي من أجل كسب الرزق , وبالاضافة الي هذا يؤدي دور وطني , ويتحمل نتيجة هذا الدور وعواقبه . إنه شخص لدرجة من النبل أنه يشعر بغيره من الجماهير كما يشعر بنفسه , ويعبر عن إحتياجات الجماهير بمقدار تعبيره عن إحتياجاته الشخصية . إن الكتلة الرئيسة من الذين عبروا هي الكتلة الأكبر في تمرد التي رفضت أن يكون هناك موفضين في تمرد فالقرار يجب أن يخرج من الجماهير في الميداين , وهي نفس الكتلة التي حشدت لأي إنتخابات باسم تمرد من أجل منح الشرعية لثورة 30 يونيو , ورفضت إستغلال زخم حملة تمرد كلزوم الزفة السياسية لأي مرشح فالجماهير قادرة وحدها علي تعلم تجربة الديمقراطية – فقط عندما نوفر لها البيئة الصالحة .
الكتلة التي رفضت وقاومت كافة قرارات السلطة التي تجاوزت في حق الشعب , وعلي رأسهم قانون التظاهر .
إن هذه الكتلة من جماهير تمرد أشرف الناس أجمعين هي كتلة عدم الانحياز كما نطلق عليها هي الكتلة التي أتشرف بانني ضمن صفوفها وهي تري أن الشرعية الثورية التي حصلت عليها تمرد قد سقطت بعد سقوط نظام مرس إنتهاء المرحلة الانتقالية , وتولي رئيس جديد ،وبالتالي فشرعية الهدم التي منحتها الجماهير لتمرد سقطت بتحقق أهداف الحملة، ولذا قررنا العودة للجماهير مرة أخرى حتى نأخذ منها شرعية بناء الدولة الوطنية كما منحتنا هذه الجماهير شرعية الثورة على نظام مرسي وبالتالي كان لابد من الانتظار حتى نستطيع أن نقدم مشروعًا قويًا لبناء الدولة يتناسب مع ما حققه المصريون من إنتصار في 30 يونيو .
لم يكن ممكنًا أن نخوض في هذا الحديث في السابق وهذا من منطق وطني لأن الإخوان كانوا لا يزالون يملأون الشوارع والثورة على المحك أمام الضغط الأمريكي، ولكن الآن وبعد أن انتصرت الإرادة المصرية لم يعد هناك مبرر أن نظل صامتين إلا أن نكون شركاء فيما يفعله ويدبر له هؤلاء.
في تاريخنا الممتد هؤلاء هم الذين هبروا تجدهم دائمًا يسعون لتحقيق مصلحة المجتمع من خلال تحقيق مصلحتهم الشخصية، أما الذين عبروا في تاريخنا عادة ما يسعون الي تحقيق مصلحتهم الشخصية من خلال تحقيق مصلحة الجماهير .

إئتلاف شباب الثورة كان الأداة الثورية في 25 يناير , وتمرد كانت أداة ثورية في 30 يونيو , ولكن كل منهم لم يكن تنظيم بالمعني الحرفي يرتقي أن ينظم الجماهير ويقودها ويوجهها نحو تحقيق مصالحها فعادة ما يطفوا على السطح لا يعبر عن أصالة المعدن وصلابة الإرادة لدى جيل كامل من أبناء مصر - لأن هؤلاء ليسوا جنودًا في معركة الوطن . ولم يكونوا في يوم من الأيام مقاتلين.. إن الذين هبروا ليس لديهم سوى مشروع واحد . هو بناء أنفسهم وتسليحها بما يتصوروه هم من أسباب القوة سواء المادية أو الإعلامية أو القرب من مؤسسات الدولة - تنظر إليهم تحسبهم جميعًا ولكن قلوبهم شتى فهي معلقة بالمصالح حتى ولو كانت تحت غطاء وطني، ولكن يجب أن نؤمن بأن الأحذية الثقيلة هي التي تصنع النصر، وسيظل من يعمل لصالح الجماهيرهو الطرف الأقوى لأنه يدافع عن حق , حتى لو ابتعد قليلاً عن الأضواء ليؤدي دوره في بناء الدولة.

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

0 التعليقات:

اتصل بنا الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *